بنفسج

موهوب في...؟ دليلك لاكتشاف موهبة طفلك [1]

الإثنين 14 نوفمبر

كيفية اكتشاف الطفل الموهوب
كيفية اكتشاف الطفل الموهوب

الأبناء نعمة عظيمة من الله وهبها للآباء، ويعد الأبناء هما الاستثمار الأهم والأعظم في حياة آباءهم، بل وبعد مماتهم أيضًا، إذا ما أحسنوا الاستثمار فيهم، ولكن قد لا يدري البعض منهم ماذا يفعل، وكيف يستثمر فيهم، ومن أين يبدأ، وكيف يستمر ليكون استثماره في طفله ناجحًا ومثمرًا، ولذلك قررنا أن نساعدك في مقالنا الحالي ونرشدك نحو الخطوات التي تعينك على كيفية الاستثمار في أبنائك، وقبل ذلك كيف تنمي مواهب الأطفال.

| أولًا: أعرف موهبة طفلك

 
| راقب طفلك:  ملاحظة الطفل ومتابعته هي أولى خطوات اكتشاف الموهبة، والملاحظة توفر لك فرصة التعرف عليه عن قرب ومعرفة ميوله، وما مداخل شخصيته.
 
 وما يحب المشاركة فيه من نشاطات، وما ينفر منه أيضًا، وبالتالي تعطيك مفاتيح للتعامل مع طفلك واكتشاف مواهبه بشكل واقعي عملي.
 
 

في بداية أي مشروع لا بدّ له من أساس قوي تبني عليه ليكون البناء صحيحًا وسليمًا، وفي بناء مستقبل قوي لطفلك يجب أيضًا أن تؤسسه على أساس قوي، والاستثمار الأفضل للطفل دائمًا ما كان مبنيًا على مواهبه وملائمًا لمهاراته وقدراته، ولكن يغفل الكثيرون عن ذلك، ولا يدرون كيف يمكنهم اكتشاف مواهب أبنائهم وتنميتها، بطريقة تخدم مستقبلهم وتجعل مجال عملهم المستقبلي هو نفس مجال موهبتهم وميولهم، والأمر جد بسيط، لكنه يحتاج إلى الصبر والاستمرار مع الملاحظة الواعية والتوجيه الحكيم لطاقات الأبناء، فدعونا نعرف كيف تنمي مواهب الأطفال؟

| راقب طفلك:   ملاحظة الطفل ومتابعته هي أولى خطوات اكتشاف الموهبة، والملاحظة توفر لك فرصة التعرف عليه عن قرب ومعرفة ميوله، ومداخل شخصيته، وما يحب المشاركة فيه من نشاطات، وما ينفر منه أيضًا، وبالتالي تعطيك مفاتيح للتعامل مع طفلك واكتشاف مواهبه بشكل واقعي عملي.

| ألعب معه: لعب الطفل أفضل الطرق الواقعية التي تكشف عن ميوله ومواهبه، قم بتدوين ملاحظاتك عن طفلك ما الألعاب التي تستهويه، وما طريقة لعبه؛ هل يفضل اللعب بمفرده أم مع أصدقائه، وهل حينما يكون مع رفاقه يتقمص دور القائد أم يحب أن يكون فردًا، ما الحلول التي يأتي بها للتفوق في اللعبة والأفكار التي يبتكرها، وأيضا يمكنك مشاركة طفلك اللعب بشكل مباشر، فهذا يعطيك فرصة أكبر للتعرف عن شخصيته ويكون مفتاحًا لمعرفة مواهبه، ومن ثم يساعدك في توجيهه وتنمية مواهبه فيما بعد.


اقرأ أيضًا: ثلاثية التنشئة: طفل واثق.. قادر .. مسؤول


| وفّر له بيئة ثرية: بيئة الطفل التي يعيش بها من أهم العوامل التي تؤثر في شخصيته، وفي ظهور ونمو مواهبه أو اندثارها، وكلما كانت بيئة الطفل داعمة آمنة وغنية بالمؤثرات المتنوعة كلما ساعدت في اكتشاف وظهور موهبة الطفل مبكرًا؛ فالمقصود بالثراء البيئي هنا ليس الغنى المالي أو المادي والترف، وإنما أن تكون بيئة غنية بالموارد المادية والبشرية والبيئية ومتنوعة وتسمح للطفل بتجربة كل ما حوله واكتشافه، فمثلًا الطفل الذي تربى في الريف يكن لديه خيارات متنوعه وكثيرة لتجربتها من اللعب بالطين والماء وبناء بيت.

 كذلك تجربة الزراعة ورؤية النباتات والحيوانات المختلفة والتعرف عليها، وأيضًا آلات الزراعة وغيرها، إضافة للعب في مساحات واسعة مع رفاقه والجري بحرية، وصنع الزينة في رمضان والعيد وغيرها، وطفل المدينة لديه تجارب وخبرات مختلفة أخرى يمكنه تجربتها قد تتشابه أو تختلف مع طفل الريف، مثل الاشتراك في الأندية لممارسة وتجربة الرياضات المتنوعة وورش الرسم والتصميم وغيرها، فكلما كان تعرض الطفل للخبرات البيئية تلك كبيرًا كلما ساعده على اكتشاف موهبته بشكل مبكر جدًا، وبالتالي تنميتها وتطويرها بما يسمح له لجعلها مجال عمله المستقبلي.

| كيف تعزز مهارات طفلك؟

image-25.png
من الضروري أن تعرف كيف تنمي مواهب الأطفال وتوسع مدارك العلم لديك فيما يخص طفلك 

| أحبه دون شرط: العامل النفسي والوجداني من أهم العوامل التي تبني شخصية الطفل وتساعد في نمو موهبته وظهورها بشكل مبكر، وذلك عندما يكون مقدمو الرعاية من الأم والأب خاصة والمحيط الأسري والمدرسي والبيئي عامة، يشجعون ويدعمون الطفل بشكل إيجابي. فيجب علينا حب الأطفال دون شرط أو قيد والتأكد من فهمهم لذلك جيدًا، فلا تربط حبك لطفلك لأنه يسمع الكلام أو حصل على درجات مرتفعة، أو لأنه يصلي وسمع كلام والدته.

 وإنما يجب أن يدرك الطفل أنه محبوب في كل الأحوال دون بذل جهد لجعلهم يحبوه، بل هو محبوب وهو مخطئ، فحبك للطفل وتقبلك له ودعمك له شيء فطري وأساسي لا يحتاج أن تجعل الطفل يحصل على أعلى الدرجات لتخبره أنك تحبه، وإن أخطأ أخبره أنك تحبه في كل الأحوال، وفكرا معًا كيف يمكن إصلاح هذا الخطأ، وبالتالي تنشئ طفلًا سويًا. فكلما كان السواء النفسي لدى الطفل مرتفعًا، وشعوره بالمحبة والدعم ممن حوله عاليًا كلما ساعد ذلك على ظهور مواهبه وابتكاره، فلا موهبة تظهر مع خوف وترهيب وشعور بالمحبة المشروطة!


اقرأ أيضًا: كيف أحفز طفلي للحديث عن يومه المدرسي؟


| أعطه حرية مسؤولة: عزز شعور طفلك بالمسئولية والقدرة على اتخاذ القرارات بما يتوافق مع عمره، ومع الموضوع المطلوب منه اتخاذ قرار فيه، فلا تجبر طفلك على فعل شيء معين، وكذلك لا تعطه كل ما يريد بحجة دعمه لظهور موهبته، وإنما علم طفلك الحرية المسؤولة منذ صغره وكيف يفكر في اتخاذ هذا القرار، كيف يصل لحل تلك المشكلة، كيف يعرف الاختيار الأنسب وما المعطيات التي سيختار وفقها.

وبالتالي تعزز مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات وتقوي شخصية طفلك وتكسبه ثقته بذاته، التي تشعره بالحرية المسؤولة، وتساعده على ظهور موهبته وقدرته على الثقة بمهاراته وترجيح النشاط الذي يريده، وليكن دورك بوصفك مربيًا مرشدًا وموجه فقط له وداعما لقراراته، فمثلًا إذا اختار طفلك ممارسة السباحة ويرى فيها موهبته، فلا تقل له كرة القدم مستقبلها أفضل، اجعله يختار ويجرب، وادعمه لفترة كافية لتحديد مهاراته فيها.

 وإن كان الطفل فيما بعد لا يرى فيها موهبته، فلا توبخه وتقل له: ألم أخبرك وأنت لا تنصت لي وما إلى ذلك، ولكن ادعمه، وقل له يمكن أن تحافظ عليها باعتبارها رياضة تقوي البدن، ولتجرب مهارة جديدة، وهكذا فالموهبة لحين ظهورها تحتاج للتجربة وللوقت والدعم الكامل من الأهل والتفهم للأبناء، ومعرفة كيفية التعامل معهم بما لا يحبطهم نفسيًا.

| أعطه حرية مسؤولة: عزز شعور طفلك بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرارات بما يتوافق مع عمره، ومع الموضوع المطلوب منه اتخاذ قرار فيه، فلا تجبر طفلك على فعل شيء معين، وكذلك لا تعطه كل ما يريد بحجة دعمه لظهور موهبته، وإنما علم طفلك الحرية المسؤولة. كيف يعرف الاختيار الأنسب وما المعطيات التي سيختار وفقها.
 
فمثلًا إذا اختار طفلك ممارسة السباحة ويرى فيه موهبته، فلا تقل له كرة القدم مستقبلها أفضل، وإن اختار الموسيقى لا تحبطه اجعله يختار ويجرب، وادعمه لفترة كافية لتحديد مهاراته فيها.

| حاور طفلك: اعتمد طريقة الحوار في التعامل مع طفلك، فالطفل عامة والموهوب خاصة لا يحب طريقة الأوامر، بل يفضل النقاش والمحاورة وعندما يقتنع برؤية الطرف الآخر فإنه يتقبلها، ويستجيب لعمل المطلوب منه، بل ربما لا يفهم المربي وجهة نظر الطفل ويخطئ في حكمه المسبق، فلا بأس من قبولك كمربي الخطأ، ودائمًا حاور طفلك واستمع له، فالأمر جد بسيط فقط يحتاج للذكاء والمهارة وكذلك الصبر.

| حببه في الخطأ: يخشى الأطفال الخطأ ولا يحبون الظهور باعتبارهم مخطئين، فذلك يشعرهم بأنهم غير مقبولين أو غير محبوبين ممن حولهم، ويودون أن يكونوا على صواب طوال الوقت، والطفل الموهوب في الغالب لديه شعور بالمثالية،لذلك يجب أن تجعل طفلك يدرك أن الخطأ أساس التعلم، وبه نصل لأفكار أفضل، ويجب أن نتقبل قيامنا بالأخطاء حتى نستطيع التعلم منها وتطويرها للأفضل، وتكرار الخطأ لا يعني الفشل، وإنما يساعدنا في تحديد نقاط القوة والضعف، كرر ذلك على مسامعه أنت لست فاشلًا أو غير موهوب، تحتاج فقط للصبر والتعلم من الخطأ والمحاولة من جديد.

 
| علّمه المحاولة مرة أخرى: يمل الأطفال من فشل المحاولات كثيرًا ويصيبهم الإحباط، مما يعيقهم عن الوصول للهدف، وأعظم شيء تقدمه لطفلك هو أن تدربه على الصبر والمحاولة حتى يصل للهدف، والفشل هو فشل المحاولة وليس فشل شخصه أو كيانه، وهي مؤشر لوجود شيء غير صحيح يحتاج للتفكير في كيفية إصلاحه.
 
| حفزه قبل أن تحرمه: قد تمر على الطفل لحظات فتور لا يريد فيها مواصلة النشاط الذي اختاره، فقبل أن تغضب عليه وتحرمه من ممارسة أي شيء في المقابل، جرب أن تحفزه وتدفعه بقدر الإمكان لمواصلة التمرين.
 
 وعلمه أن الفتور جزء من العمل والحياة وعلينا تقبله، ولكن يجب ألا نستسلم له، ويمكن أن تساعده في تجديد روتينه اليومي ووضع قائمة للمحفزات التي تساعده للمواصلة والسعي.

| علّمه المحاولة مرة أخرى: يمل الأطفال من فشل المحاولات كثيرًا ويصيبهم الإحباط، مما يعيقهم عن الوصول للهدف، وأعظم شيء تقدمه لطفلك هو أن تدربه على الصبر والمحاولة حتى يصل للهدف، والفشل هو فشل المحاولة وليس فشل شخصه أو كيانه، وهي مؤشر لوجود شيء غير صحيح يحتاج للتفكير في كيفية إصلاحه، فهي فرصة وتحدي يعلمنا مهارة إضافية، وهي كيفية حل المشكلات بحكمة وصبر.

| استعن بالاختبارات: يمكنك الاستعانة بالمتخصصين في مجال اكتشاف الموهبة، وذلك لتطبيق بعض الاختبارات، مثل اختبار ستانفورد بينيه لقياس القدرة العقلية، واختبار تورانس للتفكير الإبداعي واختبارات أخرى لقياس السمات الشخصية والذكاءات المتعددة والتحصيل الدراسي، إضافة لاختبارات تقدير المعلمين وملاحظة الآباء، فتلك الاختبارات تساعد على تحديد موهبة الطفل بشكل مبكر، ووضع الخطة الملائمة لتنميته بإشراف المتخصصين.

| تواصل مع معلميه: يجب أن يكون لديك علاقة جيدة وتواصل دائم مع معلمي طفلك، وذلك لمتابعته من خلالهم ومعرفة ملاحظاتهم بشأنه ومستوى تقدمه الدراسي، إضافة لنوعية الأسئلة التي يطرحها عليهم، فملاحظات المعلمين وتقديراتهم من الأمور المهمة التي تؤخذ في عين الاعتبار عند اكتشاف موهبة الطفل وتنميتها.

image-23.png
الأطفال يتعلمون بالقدوة من الآباء بشكل أكبر من التلقين لذلك كن قدوة طفلك

| حفزه قبل أن تحرمه: قد تمر على الطفل لحظات فتور لا يريد فيها مواصلة النشاط الذي اختاره، فقبل أن تغضب عليه وتحرمه من ممارسة أي شيء في المقابل، جرب أن تحفزه وتدفعه بقدر الإمكان لمواصلة التمرين، وعلمه أن الفتور جزء من العمل والحياة وعلينا تقبله، ولكن يجب ألا نستسلم له، ويمكن أن تساعده في تجديد روتينه اليومي ووضع قائمة للمحفزات التي تساعده للمواصلة والسعي.


اقرأ أيضًا: لماذا تعد الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل مهمة؟


| لا تستحقر شيئًا: قد يظهر الطفل موهبته في شيء لا يرجحه الآباء مما يجعلهم يستحقرونها وينهرون الطفل عنها، بل ويوبخونه، ولكن يجب أن تكن يقظًا وتنتبه لكل علامة يبديها طفلك فقد تكون مؤشرًا على موهبته وأنت لا تدري، فمثلًا الطفل الذي يحب ألعاب الفيديو وقضاء وقت فيها وتخيل أمور متعلقة بها وتطويرها، ويطرح تساؤلات وأفكار عنها، قد تكون مجال موهبته ويجب أن نوجهه لتنميتها بشكل آمن وسليم.

| كن قدوة لطفلك: الأطفال يتعلمون بالقدوة من الآباء بشكل أكبر من التلقين، فوجود موهبة لدى الأبوين ونشاط يقومان به ويستمران عليه، ويحترمان وقتهما تجاهه أمر يشجع الطفل على محاكاتهم حتى تظهر موهبته الحقيقية والاستمرار عليها بعد ظهورها، فكن قدوة عملية وإيجابية لطفلك.عرفنا في هذا المقالة كيف أنمي مواهب الأطفال، وفي الجزء الثاني سنعرف كيف نحدد مواهبهم.